لحن الحنين



أعجب لتلك الذاكرة البشريّة....تلك العوالم الغافية...التي توقظها في لحظة همسة،إشارة أو حنين...
فعندما تدور عجلات الزمن في ذهني رجوعًا إلى تلك الأيام...تسطع الذكريات وتنهض الوجوه،الأمكنة والأشياء من كهوف حاول أن يطمرها النسيان بغباره..
لكنها لا تستسلم لغبار الزمن، وترفض أن تبخرّها حرارة الحياة لتطير كأنها أثيرٌ لم يعد له وجود... إنها ذكريات خالدة....أجل خالدة.
فها هي فسحة الخيال تتسع، وينابيع الحنين تتدفق صافيةً شوقًا إليك......إلى تلك الأيام..
الأيام التي لم أجد لها نعتًا حتى الآن.. ..
أخبّئ لك في حنايا قلبي صورًا..أحلامًا وذكريات...
أستعيد تلك الصور..فيطلّ وجهك أولاً...فأشكو عطشي إليك.... إلى نظرات كانت قطرات ماء لامعة تنساب بين ضفاف أيامي، فتروي ورود القلب.
عشتُ معك فصلاً من حياتي....
الفصل الذي شهدته الفصول الأربعة..ببردها ودفئها....أوراقها وأزهارها....خضرتها وصفرتها.
لكننّي لا أذكر منها سوى الربيع.... الحب والجمال.
هذه هي الحياة..!
لحظات من الفراق..
آهات حُزن تمرّ عبر الشفاه..
دموع من الأسى تعتصر الجفون لتبّلل أوراقًا على صفحات الحياة .....وتروي زهور حلم ورديّ دفين نام في عرش الذاكرة...
ولكنّك من علّمني أنّ الحياة حياة!!
هي لحظات من الحب...الشعر والجمال
هي أيضًا بسمات تزين ثغر الزمن!
هي أيضًا فراشات تحلق في سماء الأمل!
ولكن!!!
ماذا بقي لي منها من بعدك؟؟
رحيلك أسكتَ حواسي.....أثخنَ جروحي.... شتّت أغنية الحب في حياتي ..تركني أقف على أطلال أشلاء الموسيقى المتبعثرة... لأعزف وحيدة لحن الحنين
...

0 comments:

إرسال تعليق

advertise here
advertise here
advertise here
advertise here