"لا بِصوم...ولا بِصلّي!"

أحسستُ بحاجة إلى الكتابة...إلى الهروب من حروف عاجزة تودّ أن ترتمي بين أحضان العجز...إلى حروف ثائرة نابضة بالحب والخوف على الكثيرين من شباب وفتيات المسلمين...أولئك من تحسبُ أنهم عماد الأمة وبريق أملها وارتقائها...ولا تلبث أن تخذلك تصرفات،أفكار ومواقف تشهدها!
كنتُ جالسة برفقة إحدى قريباتي...لاحظتُ لحظات من السعادة تتلألأ في عينيها وهي تقصّ نبأ شاب تقدّم لخطبتها...وسيرتبطان قريباً...فرحتُ لفرحها...وبقلب محبّ تمنيتُ لها كل الخير!
أخذت تنساب بالحديث عنه...عن معايير"متحضّرة" أخذتها بعين الإعتبار...فهذا زواج العمر"مش لعبة"!
"الشاب كذا وكذا...يملك كذا...وأهم اشي إنه صريح كثير...تخيلي أول جملة قالها لا بصوم ولا بصلي!!"
حاولتُ إعادة صياغة كلمات سمعتها...العودة إلى لحظات من السعادة شهدتها...فغرتُ فاهي...لم أستطع التعبير عن رأيي...أحسستُ بأنني ضعيفة ولا أجد من الكلمات ما يُسعفني للنصيحة..مع أنها كانت سلاحي!

أختي الكريمة...أخي الكريم

أبات التصريح بترك الصلاة والصوم صراحة وتحضراً؟ كيف لك أختي المسلمة أن تقبلي بشاب لا يخاف الله؟ ألا تخافين على نفسك معه؟ أبات الزواج غاية وهدفاً بحد ذاته؟ لم لا نفكر ما هو الزواج؟ ولم نتزوج؟ أين تلك التطلعات والأحلام والخطوات التي تنتظرنا كشريكين لبداية حياة مفعمة بالسعادة،الحب والإيمان؟
أنحن أحرص على أمورنا من بارئنا وخالقنا ومدبّر شؤوننا...أليس هو أعلم بما سيفرحنا او يتعسنا؟ ما هو الطالح أو الصالح لنا؟
أنحن أحكم من الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه"؟

أخي الشاب... أختي الفتاة!

نخطط بدقة شديدة لكل خطوة لنا في الدنيا...وخصوصاً في الزواج والاحتفالات...حدّث ولا حرج.. ولكننا لا نفكّر في آخرة خالدة...في حياة سعادة أبدية
فالإسلام لا يقف أبداً امام رغبات كل منا في اختيار شريك حياته وتحديد مواصفاته...ولكن الإسلام يحترم رغباتنا ويحاول توجيهها لما ينفعنا في الدارين
لم أجد أسمى من النظام الإجتماعي في الإسلام...الذي يعطي كل ذي حق حقّه في العلاقات الإنسانية والإجتماعية...والإنسان مدني بطبعه...يعيش من أجل تلك العلاقات التي تعزّز إنسانيته
وإن تحدثنا عن الزواج بشكل خاص...فإنه ليس بمؤسسة بسيطة تقوم على الجمال والأحلام الوردية والمال ...إنها علاقة قدسية خاصة وعميقة...تمثّل أسلوباً من أساليب حركة الحياة الإنسانية...فيما يتصرف به كل طرف نحو الآخر...باحترام حقوقه...تأدية واجباته...احترام مشاعره وإدارة الجانب الإنساني به
لهذا ولأن الإسلام يرقى بالمسلم في جميع جوانب حياته...قام بتوجيهنا على الإرتفاع برغباتنا والتركيز على الأمور التي تمس عمق إنسانية العلاقة وصلبها ...وعدم الإهتمام بتلك الأمور البسيطة وكأنها الأساس لإقامة علاقات ناجحة،سعيدةومحفوفة بالإيمان وطاعة الله
فالخُلق هو محور جميع العلاقات الإنسانية والإجتماعية أياً كانت...هو الذي يحكم نظرة وتصرف كل طرف نحو الآخر...والإلتزام الديني هو ما نملكه من ضوابط لتضبط تصرفاتنا وشعورنا نحو الآخر بما يرضي الله عز وجل
إذن...جاء الوقت لنقف وقفة صدق مع أنفسنا...نفكر بعمق العلاقة التي تنتظرنا...والتي نطمح أن تكون أسعد وأرقى ما يكون
فالإسلام لم يأت كمناقض للمسلم ومنقص من حقه ورغباته...بل بالعكس...جاء معزّزاً مكرماً له في جميع جوانب الحياة!
فلسفة أنثى

استرقتُ السمع إلى محاورة بيني وبيني
انتهت بفلسفة مثيرة!
كم أحبُّ أن أبحر في أعماق ذاتي
أغوص أكثر في عمق كنه أسراري
أسبر أغوار"الأنا" وخباياها
أدرك وجهة سفينتي...فأعي سر الأمواج المتلاطمة على صفحة أيامي
أتفحص الألوان والأشكال في لوحة كينونتي
من أنا؟ ماذا أريد؟
ماذا ينقصني لأزداد جمالاً ورونقاً...؟
لأكون بقدسية أنثى أرادها الله لي

أنا أنثى...

أعشق عزة نفسي وكبريائي...
أحتضنُ كل طموحي...تطلعاتي وآمال أبي
أرفع رأسي عالياً بحجاب عزّة...
لا يعزلني عن الدنيا...
بل يعزل رذائلها عني!
لأسمو بفكري...عقلي ووجداني
لأرفض أن أكون دمية جميلة خرساء
تتشكّل بين الأيادي...
أو طير ببغاء...
يتبع...يقلّد فينادي

أنا أنثى...

أكرمها الله لأكون أمة له وحده...
أرضيه...أدافع عنه وأرفع كلمته
أكون صفحة واضحة مقروءة في نظر نفسي أولاً...علني أُقرا قبل أن تقلبني رياح هذا الزمان
أبحث عن مكان بعيد أهرب إليه
من عالم غريب متناقض
عالم الأقنعة والزيف
إلى عالم من الرقي...الطهر والشموخ
لأحافظ على"تركيبة" بلورية...
أكرمني بها خالقي

أنا أنثى...

أريد أن لا أكون مجرد أنثى عاديّة...
أحلامها عاديّة...
تطلعاتها عاديّة..
أتمنى حياة مختلفة عن الجميع
حياة عنوانها مرضاة الله
فكلما مالت نفسي إلى الهوى...
وكلما ابتعدت عن مسار مسلكها
ذكّرتها بمقصدي في الحياة
ذكّرتها بأني أمة الله
أوجدني لإعمار الارض...
للإرتقاء بنفسي وجمالها

هذه هي فلسفتي...

سطّرتها على قلب طاهر أكرمني به الله
وعلى صخرة من ريفي الهادئ الذي عاش فيه أبي وأجدادي
وعلى أمنية أن أكون أنا...
ولا شيء سواي..لأرفع قُدسية أنوثتي عالياً...
أُتمم رسالتي...
لأرتقي بنفسي ومن حولي!
إنســان...




أرشق المرآة...لأرى فيها صورتي الكاملة


التي لا يراها سواي


صورة... رفضت عليل الجسم


وقبِِلت بي أنا...كانسان


حرمتُ من عالم الحركة والحياة..


فانتظرت ...


لمسةَ انسانيّة


كلمة حب وحنان


لكنني... لم أجد سوى...


نظرات تنقص من روحي وكياني


لتنعتني بالنقصان


فأنا لم أخلق معاقاً..لأسمى ضعيفاً


أنا قبل كل شيء...إنسان...وإنسان


ها أنا..في ليالي عمري


أحاول أن أشق طريقاً من نور...


بين ظلمات الأسى والدموع


ليكون لي في دنياكم عنوان


ويكون لي صدق...يحكي قصة انسان


يرفض أن يعيش كمن..تطاردُه أوهام الزمان



وحدة صامتة



جلَسَت في رُكن الغرفة


الصمت الكثيف من حولها...


ينثُر في قلبها الأحزان...


يحطّم الطمأنينة...


ويعيدُ بناءَ ذكريات


جلَسَت كالغريب...


تتفقد كل شيء..


ترنو بعينيها الذابلتين...


إلى الحائط..


حيث صور أبنائها ...


الذين مضوا في أحضانٍ جديدة...


تتأملهم برفقة غريبات..


في فساتين ناصعة بيضاء..


لم تزِد حياتها الاّ شقاء...


تلتمِس ضحكات


فتسمعُ صدى في قلبها...


يبحث عنها...


فتذهب بعينيها إلى أبناء جُدد


نباتات زينة خضراء..


تعهدتها بعناية...


تحدثت إليها دائماً...


تذهب لتتفقد الباب...


تقفله..مرات ومرات


وتعود إلى مكانها بانتظار آت..


فجاة..


تسمع صوت ارتطام..


تقوم وَجِلة..


لتجد أنها نبتة خضراء...


وقعت من أعلى..


ألقت بنفسها...


لتبعث بموتها...صوت حياة


فقد سئمت على ما يبدو انتظار...


من يقتل صمت تلك الوحدة

حين التقينا

بُشرى...هُدى...جُمانة...أندلس
إليكن..أهدي هذه الكلمات



حين التقينا..

غرّدت عصافير الحب فوق قلبي..


تشابكت الخمائل...لتصنع أجمل قصيدة من الصداقة


وتزف اليّ بُشـــــــــرى اللقاء...


********



حين التقينا..


فوجئتُ بأرواح راقية ترفعني لأطوف الجمال


لأتسلق تلالاً من الحب..


لأرى قلوباً من الدفء..


أحتمي فيها من شر الهواجس...والضفاف الغارقة

وتنوّر قلبي بِهُـــــــــدى الحياة..

*******


حين التقينا..


امتدّت الأرواح لتصافح بعضها..


لتقطف لي من أيام العمر أجمل لحظات..


ومن نجوم السماء..


تهدي قلبي قلادة غالية..


تتوسطها جمـــــــــانة لامعة..


*******


حين التقينا..


وجدتُ نفسي..


وأعدتُّ بناء حسي


بين صدق راق..وتاريخ آت


أعاد الى قلبي ريعان الأندلــــــــــسٍ



*******


حين التقينا...


تعلّم قلبي..أن الذكريات لا تموت


لا تكبر عاماً بعد عام


بل تولد حيناً بعد لحظات من اللقاء


*******

حين التقينا..


ومنذ التقينا..


وأنا ما زلتُ أجهل كيف التقينا..

لكنني ما أعرفه

أنّني لحبكن دائماً
أنصـــــــــار
المقعد الخالي





هُنــــــــاك...



تحت أغصان شجرة خضراء



بين ظلالِ كلماتِ قلوب



وعالياً...



فوق سحابات سماوية ترنو إليها الأرواح



كنا نجلس سويةً



في لحظات ربيعيّة



على مقعد خشبي قديم



يشهَدُ على تلك الأسرار



يحفرُ بين ضلوعه بسماتٍ ودموع



تسرُد قصة أحلام ووعود...



ها أنا...



ألمحُ مقعدنا الخشبي...



ذلك الشاهد على مسرحية اللقاء



أبتسمُ وقلبي يتلو الآهات



متنهداً مع لفحات الشتاء



أبحثُ عن تغريد عصفور...



على أغصان يابسة عارية



عن صوت حياة



بين سمفونية برقِ ورعود



لم يكن ثمّة غيري..



جلستُ وحيدةً على مقعد الحزن المبعثر



أحضنُ طيف نفسي...



ألملمُ لحظات..



سقطت على أرض يكسوها الورق اليابس



ورحلت بعيداً مع مجرد قطرات..



أصرخ...أهذي وأثرثر



ليُكسر صوتي...



مع زمهرير الريح



ويُنثر مع أشلاء أغصان



ليخبرني..



أني ما زلتُ وحيدة...



على مقعدي الخالي!

كلمات جبرانيّة...







أحب أن أشارككم بكتابة ليست من كتاباتي الخاصة...ولكن إحساسها وجمالها يجعلني أظن بأنها تتكلم بلساني وتنبض بقلبي




هذه الكتابة لكاتبي المفضل.."جبران خليل جبران"..




الكاتب الذي لم يمل تذوق جمال الطبيعة...عيش معاني الحياة والروح ...والتعبير عنها بأسمى الكلمات التي قد تصل إلى إحساس البشر..




ففي كلمات مفعمة بالأمل والعواطف..قالها جبران كتعزية لامراة مظلومة..كانت شهيدة الحيوان المختبىء في الإنسان..




وزهرة مسحوقة تحت الأقدام...









" خير للإنسان أن يكون مظلومًا من أن يكون ظالمًا، وأخلق به أن يكون شهيد ضعف




الغريزة الترابية من أن يكون قوياً ساحقاً بمقابضه زهور الحياة، مشوّهاً بميوله محاسن

العواطف.


فالنفس هي حلقة ذهبية مفروطة من سلسلة الألوهية، فقد تصهر النار الحامية هذه




الحلقة وتغيّر صورتها وتمحو جمال استدارتها، لكنها لا تحيل ذهبها إلى مادة أخرى، بل




تزيده جمالاً".
(جبران خليل جبران)

















advertise here
advertise here
advertise here
advertise here